موضوع: العثور على رأس حمزة يضع حداً لمأساة ذويه الخميس فبراير 12, 2009 2:20 pm
هدأت أنفاس والدة حمزة الشغنوبي وقطع شكها بمصير ابنها الذي لطالما كان يدفعها للركوض بين المناطق والمؤسسات باحثة عنه على أمل اللقاء به حياً، حتى جاءها الخبر اليقين بالعثور علي أجزاء من جمجمته وحزامه في إحدى المناطق المنكوبة، ليوضع حداً لمأساتها أيما كان اللقاء.
وعثر بعض المواطنون مؤخراً على جزء من رأس حمزة الشغنوبي الذي كان مفقوداً منذ الحرب على غزة دون أي معلومات تثبت أنه حياً أو ميتاً، حيث استطاع أهله التعرف على هذه الأشلاء من خلال حزامه وحذائه الذي وجد في إحدى المناطق التي تعرضت للقصف بحي الزيتون جنوبي شرق مدينة غزة.
ورغم مرارة اللقاء الذي لم ترجوه الأم نادية الشغنوبي الملهوفة حرقة على ابنها، إلا أنها اعتبرت أن هذا وضع حداً لمأساتها بين الناس، والتي شتتتها بين أخبار ورؤى من هنا وهناك.
لقاء مرير
وبإيمان ممزوج بالألم تتحدث الأم عما أفضت إليه معاناتها، وتقول :" كنت أنتظر حمزة حياً، خاصة وأن الصليب الأحمر كان يبحث عنه بين المعتقلين عند اليهود، وكان قلبي يسيل دم بما يقوله الناس بأن حمزة لم يمت، لكن قدر الله".
وبدموع انهمرت حرقة عليه أضافت "لم يجدوا من حمزة إلا قطعة من رأسه وحزامه، وجدوها في مكان بعيد عن منزلنا، ولا أدري كيف استشهد هناك ففي أيام الحرب لم أعرف أين ذهب أولادي من شدة القصف".
ولازال أكثر من 110 فلسطينياً مفقوداً منذ الحرب الأخيرة على غزة والتي راح ضحيتها مئات الضحايا وآلاف الجرحى، ويحف المجهول مصير هؤلاء الفلسطينيين حيث لم يتأكد ذويهم بعد هل هم أحياء أو أموات.
وتبقي قوات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال أكثر من 400 فلسطينياً من قطاع غزة ممن اعتقلتهم خلال الحرب بحسب ما وصل منظمة الصليب الأحمر الدولي، إلا أن الاحتلال لم يكشف عن أسماء هؤلاء المعتقلين حتى اللحظة.
ولا زالت تردد والدة الشغنوبي رجاء لها، بقولها :"كان الناس يأتوا لي ويقولون "هدأ الله بالكي ولم يعزوني، واليوم جاءوا ليعزوني بحمزة، لكن كنت أتمنى لو كان له جثمان وودعته كبقية الأمهات".
مصير "إسراء"
العثور على أشلاء حمزة الشغنوبي حدد مصير طفلته البكر "إسراء" التي فاقمت من حرقة جدتها ووالدتها عليها طوال الفترة الماضية، وليوضع جواباً لسؤال والدتها الذي لطالما رددته "هل سيكون لها أب أم ستكون يتيمة؟".
وتحتضن الجدة حفيدتها بشدة مرددة بألم وهي تبكي "كنت أشعر أنكي ستكوني يتيمة ووحيدة ياحبيبتي، لم تفرحي بأب ولم يفرح بك هو.. ياحرقة قلبي على أول حفيدة لي".
فيما أبدت شيريهان زوجة الشهيد صلابة أكثر من الجدة، لم تخفيها عبراتها التي سالت رغماً عنها، وهي تقول "كنت أصرخ وأقول حمزة حي وسنجده، لكني كنت على يقين أنه استشهد لأنه جاء لي في المنام وقال لي أنا عند الله ولست عند اليهود".
أما عن رضيعتها التي يتمت قبل أن ترى والدها، فتقول الأم "لا أخفي أني أتقطع من أجل إسراء، لكني لها كل شيء، هي تصبرني كثير وطالما هي ابنة حمزة فحمزة لم يمت".
الخميس فبراير 12, 2009 2:20 pm
